597269Image1-1180x677_d

إيران ستستخدم “الحشد الشعبي” لفرض تسوية على القوى الشيعية في العراق

This piece was originally published on the annaharar website https://www.annaharar.com/


ألقى تقرير لـ”معهد الولايات المتحدة للسلام” عن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، شكوكاً حيال إمكان زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر ترجمة انتصاره الانتخابي بشكل مباشر في معركة تسمية رئيس الوزراء المقبل.

وتوصل معدّ التقرير، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد إيلي أبو عون، إلى أن نتائج الانتخابات العراقية تطرح تساؤلات أكثر مما تقدّم أجوبة. لكنه توقع أن تستخدم إيران “الحشد الشعبي” لتفرض على القوى الشيعية التوصل إلى أرضية مشتركة.

وبعدما أظهرت النتائج أن “الكتلة الصدرية” تحظى بالعدد الأكبر من المقاعد في البرلمان الجديد، يتساءل الباحث عن البرنامج السياسي للصدر والمعاني التي يحملها توسع نفوذه في العراق.

لا ضمانات للصدر
يعتمد البرنامج السياسي للصدر على مجموعة فضفاضة من الشخصيات القبلية والسياسية. والواقع أن فوز تياره بالعدد الأكبر من المقاعد لا يضمن تشكيله الائتلاف البرلماني الأكبر الذي سيفرض اسم رئيس الوزراء في ما بعد.

ومع الخسارة الفادحة لتحالف “قوى الدولة الوطنية” الذي شكّله رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وزعيم “تيار الحكمة” عمار الحكيم، بحيث حصلا على 5 مقاعد فقط، قد تتمكن الكتل المقربة من إيران من جمع حوالى 80 مقعداً، وإذا فعلت ذلك فسيكون من الصعب على الصدر القول إنه يحظى بالكتلة الأكبر.

ويشير الباحث إلى صعوبة ترجمة شعبوية الصدر إلى نفوذ سياسي فعلي، في وقت يتطلب ذلك رؤية واضحة، وجدول أعمال واضح المعالم، وتحالفات ثابتة ومؤسسة قوية لدعم العمل الشاق الذي يجب القيام به. وفي هذه المرحلة، لا يزال “التيار” يفتقد إلى الكثير من هذه العناصر.

معركة تحالفات تكتيكية
ينسب أبو عون إلى سياسي شيعي بارز أن اختيار رئيس الوزراء لا يعتمد على الانتخابات بقدر ما يعتمد على إجماع الشيعة، مع مشاركة إيرانية. وبالتالي، لا يجد سبباً لأن تكون تجربة هذه السنة مختلفة.

ويشير إلى أن معادلة القوة لم تتغير كثيراً بشكل عام، فخسائر تحالف “الفتح”، القريب إلى إيران، تعوّضها مكاسب رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وخسائر العبادي والحكيم تعوّضها نجاحات الصدر ورئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد الحلبوسي.

وفي الوقت الحالي، يركز السياسيون على ضمان دخولهم في تحالفات تكتيكية تسمح لهم بالادعاء أن لديهم الكتلة الأكبر.

وقد يكون الصدر على خلاف تكتيكي مع النظام الإيراني، إلا أنه لن يعتمد نهجاً عدائياً حيال إيران. وبالتالي، لا تزال طهران تحافظ على وجودها البارز في العراق.

والواقع أن تماسك التيار الصدري يبقى هشاً أمام نفوذ إيران، التي لا تزال تتمتع بسلطة زائدة من خلال ميليشيات “الحشد الشعبي” الموالية لها، وستستخدمها لإيجاد أرضية مشتركة بين الأحزاب الشيعية، في معادلة تخرج الجميع “منتصرين”.

وحتى الساعة، لا يمكن تحديد تأثير نتائج الانتخابات على علاقة العراق مع الولايات المتحدة. لكن يبدو أن الإيرانيين سيستمرون في استغلال البلاد للضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ولا سيما في المحادثات حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، من دون أن يؤثر ذلك على امكان رفع العقوبات.

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *