A member of South Africa's Ukrainian Association holds a poster depicting Russian President Vladimir Putin as Adolf Hitler during a protest in support of Ukraine in front of the Russian Embassy in Pretoria, on February 25, 2022. (Photo by Phill Magakoe / AFP)

من الشيشان إلى أوكرانيا.. من المسؤول عن “بلطجة” بوتين؟

A member of South Africa’s Ukrainian Association holds a poster depicting Russian President Vladimir Putin as Adolf Hitler during a protest in support of Ukraine in front of the Russian Embassy in Pretoria, on February 25, 2022. (Photo by Phill Magakoe / AFP)

يقول محللون إن الأوربيين يكررون نفس الخطأ الذي وقعوا فيه مع هتلر خلال تعاملهم مع بوتين

This piece was originally published on the alhurra website https://www.alhurra.com/

من الشيشان إلى أوكرانيا مرورا بجورجيا وسوريا وغيرها من المحطات، خاضت روسيا تحت حكم رئيسها الحالي فلاديمير بوتين عدة حروب، تخللتها انتهاكات لحقوق الإنسان، مدفوعة بـ”تخاذل” غربي تجاه “بلطجة” موسكو في المنطقة والعالم، وفقا لمحللين.

أولى حروب بوتين انطلقت من الشيشان في أكتوبر 1999، عندما كان في حينها رئيسا للوزراء وانتخب بعدها رئيسا للبلاد.

دخلت القوات الروسية للشيشان بحجة تنفيذ عملية “لمكافحة الإرهاب”، بعد هجوم شنه الانفصاليون الشيشان على جمهورية داغستان في منطقة القوقاز الروسية وعدة اعتداءات دامية في روسيا، نسبتها موسكو إلى الشيشانيين.

في فبراير 2000، سيطرت روسيا على العاصمة غروزني بعد أن سوّتها المدفعية وسلاح الجو الروسي بالأرض. لكن حرب العصابات تواصلت، ليعلن الكرملين في 2009 إنهاء عمليته، بعدما أدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف.

في صيف 2008، شنت جورجيا عملية عسكرية دامية ضد منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا التي خرجت من سيطرة تبليسي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وحرب في مطلع التسعينيات. ردت روسيا بإرسال قواتها إلى الأراضي الجورجية وألحقت بها هزيمة خلال خمسة أيام في معارك أدت لمقتل المئات.

بعد الثورة الأوكرانية المؤيدة للاتحاد الأوروبي وفرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا في 2014، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وهو إجراء لم يحظ باعتراف المجتمع الدولي.

ومنذ عام 2015، تنشر روسيا قوات عسكرية في سوريا دعما لقوات الرئيس بشار الأسد، حيث أدى التدخل، الذي ترافق مع عمليات قصف رهيبة في حلب على وجه الخصوص، إلى تغيير مسار الحرب ما سمح للنظام السوري بتحقيق انتصارات حاسمة واستعادة المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المقاتلة المعارضة والجهاديين.

فما هي الأسباب التي سمحت لبوتين بالتمادي وانتهاك القوانين الدولية من دون الخوف من العواقب؟

يرى مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام إيلي أبو عون أن “روسيا بقيادة بوتين تصرفت بشكل بلطجي في القرم وجورجيا وأوكرانيا وغيرها من المناطق”.

يقول أبو عون لموقع “الحرة” إن “الطريقة التي تعامل بها الغرب مع كل الأنظمة التي تناهض مبادئ النظام العالمي في احترام الحرية والكرامة وحقوق الإنسان، هي ما قادت بوتين لهذه التحركات”.

ويضيف أبو عون أن “المجتمع الدولي تخاذل في التعامل مع النظام السوري، وسكت عن تصرفات روسيا في جورجيا وأوكرانيا، وهذا شجع بوتين في التمادي أكثر وغزو أوكرانيا”.

احتلال شبه جزيرة القرم شكل “نقطة تحول” في تحركات موسكو التوسعية ضد أوكرانيا، التي تمتلك علاقات وطيدة من الغرب.

يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص أن “الأوربيين أهملوا هذه النقطة، والتي كانت بمثابة إعادة للتاريخ في ثلاثينيات القرن الماضي”.

ويضيف فحص لموقع “الحرة” أن “الأوربيين سمحوا في ذلك الوقت للزعيم النازي أدولف هتلر بالسيطرة على مناطق حدودية تابعة لتشيكوسلوفاكيا بحجة أنها أراض تاريخية تابعة لألمانيا، لكن هتلر تمادى بعدها أكثر واحتل البلاد بأكملها بعدها بعام”.

ويتابع أن “بوتين أقدم على نفس الخطوة من خلال اجتياح أوكرانيا، ليصحو الأوربيين على التوحش الروسي، وكيف أن كل القارة باتت مهددة”، مشيرا إلى أن “الأوربيين يدفعون الآن ثمن الإهمال في سوريا والقرم”.

بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا فجر الخميس بهجوم بري وجوي وبحري، بعد إعلان بوتين الحرب في خطاب متلفز، في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

غداة الهجوم الواسع ضد أوكرانيا والذي أوقع عشرات القتلى وتسبب بنزوح عشرات آلاف المدنيين الأوكرانيين، أعلن الأوروبيون عن عقوبات جديدة استهدفت أعلى هرم الدولة الروسية، وكذلك فعلت الولايات المتحدة.

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الرد الأوروبي على الغزو الروسي “بطيئا جدا” وطالب بوضع كل تدابير الرد “على الطاولة”، داعيا الأوروبيين المتمرسين بالقتال للمشاركة في المعركة إلى جانب الأوكرانيين.

وسأل زيلينسكي في تصريح جديد، “كيف ستدافعون عن أنفسكم إذا كنت بطيئين إلى هذه الحد في مساعدة أوكرانيا؟”.

واستبعد أبو عون أن يتحرك بوتين لأماكن أخرى في أوروبا “لأن البلدان القريبة الأخرى هي أصلا من ضمن حلف الناتو والهجوم على دولة ضمن الحلف سيقود لرد مختلف على عكس ما يجري حاليا في أوكرانيا”.

يبين أبو عون أن “دخول بوتين مثلا لدول البلطيق أو وبولندا يعني أن قواعد الاشتباك ستتغير تماما، لأنها من ضمن حلف الناتو”.

ويشير إلى أن “روسيا تحاول ملء الفراغ الذي يخلفه الغرب في العديد من دول العالم، ومنها سوريا وليبيا وغيرها من البلدان”.

ويتابع أن “الغرب لم يواجه بوتين في تلك البلدان، وإنما هو استفاد من الفراغ وملأه وتمدد وأصبح لديه نفوذ”.

لكن أبو عون يعتقد أن “التعامل الغربي مع بوتين قد يشجع قوى إقليمية لاتخاذ نفس المنهجية والأفكار المجنونة التي يتبعها الرئيس الروسي”.

وهذا ما يتفق عليه أيضا فحص الذي يرى أن “بوتين قد يقدم على خلق قلاقل في كل دول البلطيق المنضوية بالناتو وتضم جالية روسيا، ما يعني تعريض أوروبا للخطر”.

ويضيف فحص أن “الصمت الأوروبي على أفعال بوتين سيشجع دولا أخرى مثل الصين وإيران وتركيا للمطالبة بأراض تعتقد تاريخيا أنها كانت تابعة لها”.

ويختتم فحص بالقول إن “المجتمع الدولي حاليا أمام مواجهة حقيقية تمثلها التصرفات المارقة لروسيا”.

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *